الرئيسية | دراسات وبحوث | رؤية مستقبلية للحكومة الإلكترونية في الجمهورية اليمنية

رؤية مستقبلية للحكومة الإلكترونية في الجمهورية اليمنية

30 سبتمبر 2023
أ.م.د/ أحمد عبد الله صالح الشلبي

لم تعد الحكومة الرقمية أداة مساعدة أو قائمة بذاتها، كما أنها لا تمثل حلًا سحريًا لأوجه القصور أو عدم الكفاءة الحكومية، يجب أن يكون اعتبارها جزءًا لا يتجزأ ومتكاملا مع الأداء المادي للمؤسسات العامة وتقديم الخدمات. إن التنمية الرقمية حتمية، والتقاعس عن العمل أو الإجراء الخاطئ يمكن أن يكون مكلفًا من حيث ضياع فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويزيد من المخاطر لا سيما تلك المرتبطة بقضايا الأمن الإلكتروني والخصوصية.

يستلزم تنفيذ الحكومة الإلكترونية تخصيص موارد مالية ضخمة التي تستلزم التفكير والدراسة بعناية حيث إنَّ الحكومة الإلكترونية مصممة لتقليل حالات الفشل، ومن ثَمَّ خسارة العائد المتوقع على الاستثمار. يعد التصميم الدقيق للحكومة الإلكترونية أمرًا ضروريًا؛ لأنه من الحقائق المعروفة أن تنفيذ الحكومة الإلكترونية قد يكون حلمًا يصعب تحقيقه عندما لا تتوافر الأساليب التي تساعد على تنفيذه بنجاح؛ لأنه من الحقائق الثابتة أن معظم عمليات تنفيذ الحكومة الإلكترونية تفشل[1].

في الجمهورية اليمنية تواجه الحكومة الإلكترونية تحديات هائلة على مستويات متعددة؛ نتيجة للصـراعات المستمرة وعدم الاستقرار السياسي، هذه التحديات يمكن أن تقوض التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة، حيث يتفاقم النقص الحاد في الموارد و "هجرة العقول" (هجرة رأس المال البشـري)، ومع ذلك فإن هناك -أيضًا- فرصًا كبيرة لتطوير الحكومة الإلكترونية في اليمن وتوفير الخدمات التي تركز على الناس بطريقة تقوي الثقة في الحكومات والمؤسسات العامة، عن طريق استغلال الموارد المتاحة والتعاون مع الشركاء المحليين والدوليين.

من المهم أن يرى رأس الهرم القيادي للدولة، وكذلك أن ترى الحكومة أن تنفيذ الحكومة الإلكترونية يعتبر أولوية لإصلاحات الخدمة العامة، كما يجب أن تتهيأ البيئة والظروف المناسبة وتتظافر الجهود لتنفيذ مشـروع الحكومية في اليمن بنجاح، وسنستعرض أهم العوامل والمجالات التي يجب أخذها بالاعتبار لتنفيذ الحكومة الإلكترونية في اليمن في الفقرات الآتية:

1- القيادة:

هناك حاجة إلى القيادة المناسبة للحفاظ على مجموعة القواعد وتنسيقها لتوجيه مبادرات الحكومة والمعايير والاتفاقيات التي تحدد العلاقات بين مختلف أصحاب المصلحة في الحكومة الإلكترونية[2].

لذلك تعد القيادة عنصرًا أساسيًا في تطوير الحكومة الإلكترونية؛ لأنها توفر خرائط طريق استراتيجية يجب اتباعها في تطوير الحكومة الإلكترونية، إضافة لذلك ولأن التكنولوجيا تتغير باستمرار فهناك حاجة إلى قيادة حكيمة لكي تتمكن الحكومة الإلكترونية من مراقبة طبيعتها القابلة للتطوير وتكون قادرة على التكيف في الوقت المناسب.

يتضح من مساعي مختلفة لتطبيقات الحكومة الإلكترونية أنه لا يمكن أن تنجح (الحكومة الإلكترونية) دون الالتزام والدعم المناسبين من التسلسلات الهرمية للقيادة والفاعلين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذين يجب أن يأخذوا دورًا رائدًا في مساعي التنفيذ. يتطلب نجاح الحكومة الإلكترونية أن يعمل مختلف أصحاب المصلحة المشاركين في تنفيذها، مثل: (الموظفين العموميين، والقادة السياسيين، والأفراد) بشكل جماعي معًا بحيث يمكن أن تسفر جهودهم المنسقة من جبهات متعددة عن نتائج إيجابية.

إن إنشاء هيئة مختصة بالحكومة الإلكترونية؛ بحيث تكون قائدة تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية وتتبع أعلى الهرم القيادي في أجهزة الدولة يعد أولوية قصوى، سيتم تفصيل عملها في الفقرات الآتية.

2- إعادة هيكلة وتحديد أدوار ومهام الجهات الرئيسة:

أدى المركز الوطني للمعلومات دورًا مهما في تطوير مجتمع المعلومات كما أشرنا لذلك سابقًا، وأشرنا سابقًا إلى عدم التنسيق وعدم وضوخ المهام والاختصاصات لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والمركز الوطني للمعلومات والتهميش الذي حصل للمركز الوطني للمعلومات واستئثار الوزارة بتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية في اليمن.

إن تحديد الأدوار والمهام بشكل جيد للجهات الحكومية المسؤولة بشكل أساسي عن تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية في اليمن سيكون عاملًا مهمًا وحاسمًا في توحيد الجهود والتعاون المشترك وتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية بشكل فعال.

وبعد الاطلاع على تجارب دول أخرى نقترح الآتي:

الهيئة العامة للحكومة الإلكترونية:

هي قائدة تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية، والجهة المنظمة لأعمال الحكومة الرقمية في الجهات الحكومية، وراسمة السياسات والخطط التنفيذية والمسؤولة عن متابعة تنفيذها في الجهات الحكومية المختلفة، وكذلك المسؤولة عن قياس أداء الجهات الحكومية وقدراتها في مجال الحكومة الرقمية ورضا المستفيد؛ من أجل الوصول إلى حكومة رقمية قادرة على تقديم خدمات رقمية ذات كفاءة عالية، وتحقيق التكامل في مجال الحكومة الرقمية بين كافة الجهات الحكومية، وبعبارة أخرى مختصـرة، هي الجهة المختصة بكل ما يتعلق بالحكومة الرقمية، وتعد المرجع الوطني في شؤونها، ولتحقيق ذلك يجب أن تتبع أعلى الهرم القيـادي المؤسسي المتمثل في رئاسة الجمهورية.

إن إنشاء الهيئة سيوقف الجهود غير المنسقة بين الجهات الحكومية لتنفيذ الحكومة الإلكترونية وما يترتب عليها من إهدار كبير للموارد الشحيحة والجهود، كما أن تبعية الهيئة لأعلى الهرم القيـادي المؤسـسي سيعطيهـا السلطات اللازمة لتوحيد الجهود وتنسيقها والإشراف على التنفيذ في الجهات الحكومية المختلفة.

المركز الوطني للمعلومات:

المركز بأهدافه الحالية يتقاطع بشكل كبير مع أهداف وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومرتبط بشكل كبير في تحقيق أهدافه بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات؛ لذا يجب إعادة كتابة أهدافه واستبعاد الأهداف المرتبطة بتنفيذها بشكل مباشر بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

دور المركز كبير جدًا في تنفيذ مشروع الحكومة الرقمية ويمكن تطوير مهامه؛ بحيث تشمل:

  • – تقديم الخدمات التقنية والحلول الرقمية (البرمجية) للجهات الحكومية، أي: أنه الجهة المسؤولة عن تطوير الأنظمة والتطبيقات للجهات الحكومية المختلفة لتنفيذ مشـروع الحكومة الرقمية.
  • – الجهة المسؤولة عن تطوير المنصات الوطنية للجهات الحكومية.
  • – الجهة المسؤولة عن تجهيز السحابة الخاصة والعامة والمختلطة وإدارتها وحمايتها.
  • – تأمين الأنظمة ومنع الهجمات والاختراقات الإلكترونية.
  • – تزويد الجهات بالبيانات الوطنية المطلوبة في جميع المجالات.
  • – إدارة وتجهيز منصة البيانات الحكومية المفتوحة.

3- الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية:

في البداية من المهم الإشارة إلى أن توفر الإرادة السياسية القوية لتنفيذ برنامج الحكومة الإلكترونية يعد فرصة يجب استغلالها للنهوض بالبلاد، والإصلاح الشامل يتطلب إعداد خطة التنمية المستدامة لليمن طويلة المدى في جميع القطاعات مع التركيز على قطاعات مهمة كأولوية ملحة، ويجب أن تقسم إلى مراحل، ويفضل أن تكون كل مرحلة من خمس سنوات لديها أهدافها وخططها التنفيذية وآليات التقييم المستمر.

وحقيقة فإن التجارب اليمنية سيئة في هذا المجال، وإعداد خطة تنمية طموحة ومستدامة وطويلة الأجل تتطلب وجود خبراء محليين وإقليميين أو دوليين لإنجاز مشـروع بهذا الحجم الكبير؛ بحيث تكون الأهداف والخطط واقعية وواضحة المعالم، ويقرأ من تجارب اليمن السيئة في هذا المجال أن الخطط لم تعد بشكل جيد، كما أنها لا تشمل خطط تنفيذية تتضمن الجدول الزمني للأنشطة، وكذلك الموارد البشرية والمادية المطلوبة بدقة.

ومن المهم أن تتضمن خطة التنمية لليمن إعادة النظر في الإجراءات والممارسات الإدارية للقضاء على العوائق الإدارية والروتين والإجراءات غير الضـرورية الموجودة في الدوائر الحكومية، وكذلك هدف تحقيق المرونة التنظيمية للمؤسسات الحكومية لتمكينها من أن تكون أكثر قدرة على الاستخدام الفعال والمناسب للاتصالات وتقنيات المعلومات.

الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية هي خطة طويلة المدى لتطوير الحكومة الإلكترونية تحدد الرؤية والأهداف وكيفية تحقيق هذه الأهداف بناءً على القدرات الداخلية واحتياجات أصحاب المصلحة والعوامل الخارجية الأخرى، عن طريق مجموعة متماسكة من المبادرات الملموسة، كما تحدد المبادرات ذات الأولوية والتحديات والسياسات واللوائح والتدابير المطلوبة لتحقيق النجاح.

يجب مراجعة الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية وتطويرها؛ لتكون قوية وتلائم خطة التنمية المستدامة لليمن والتطورات والواقع اليمني، ويجب إشراك الجهات ذات العلاقة والاستعانة بالخبرات الوطنية والإقليمية أو العالمية لتجهيز الاستراتيجية وخططها التنفيذية المستدامة وطويلة المدى.

كما يجب عدم التسـرع في تجهيز الاستراتيجية الوطنية وخططها التنفيذية، حيث إنَّ التخطيط الجيد سيؤدي إلى نتائج إيجابية جدًا وملموسة لأنها قدمت خريطة طريق وآليات لتنفيذ الحكومة الإلكترونية واضحة المعالم، وسيؤدي ذلك - أيضًا - لتوفير الجهد والموارد، كما يجب أن تتواكب مع خطة التنمية المستدامة لليمن ومراحلها وتسعى لتحقيق أهداف خطة التنمية، وأن تكون واقعية ومستدامة وطويلة الآجل مقسمة إلى مراحل، ويفضل أن تكون كل مرحلة من خمس سنوات، وتتضمن آليات التقييم المستمر.

4- السياسات والتـشريعات:

لا بد أن تتضمن الاستراتيجية الوطنية للحكومة الرقمية السياسات والتـشريعات اللازمة لتنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية، وقد قطعت اليمن شوطًا لا بأس به كما هو موضح في القسم ‏و‌- من الفصل السابق مع أنه لا يطبق - فعليًا - أيٌّ منها، ومع ذلك فإصدارها يعتبر خطورة جيدة.

يجب أن تُراجع السياسات والقوانين الموجودة وإصدار البقية؛ بحيث تتواكب مع التطورات وتستفيد من تجارب الدول الأخرى وتراعي الخصوصية اليمنية أهمها:

  1. الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية.
  2. قانون حماية البيانات الشخصية.
  3. استراتيجية أو سياسة البيانات الوطنية.
  4. التـشريعات أو السياسات أو اللوائح الخاصة ببيانات الحكومة المفتوحة.
  5. التـشريعات أو السياسات أو اللوائح الخاصة بالمشاركة الإلكترونية.
  6. قانون الدفع والعمليات المصرفية.
  7. سياسة إدارة النفاذ للإنترنت.
  8. قانون مكافحة الجرائم الإلكترونية.
  9. قانون المعاملات الإلكترونية وخدمات الثقة، الذي ينظم التجارة الإلكترونية والهوية الرقمية، وصلاحية الوثائق الإلكترونية والتوقيعات الإلكترونية والاختام الإلكترونية وخدمات الثقة وخدمات الثقة المعتمدة ومزوديها.
  10. قانون نشـر وتبادل البيانات، الذي يهدف إلى تحسين جودة خدمات الحكومة بتشجيع نشـر وتبادل البيانات بين الجهات المختلفة، وضمان حفظ سرية وأمان هذه البيانات.

5- البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات:

البنية التحتية للاتصالات ضعيفة جدًا في اليمن وتحتاج إلى إمكانات وجهود ضخمة لتطويرها في جميع المجالات، يجب إدراك أن تحسين البنية التحتية للاتصالات وتقنية المعلومات يساعد على بناء أساس متين لتسريع الانتقال إلى الحكومة الإلكترونية.

كما يجب تخفيض تكلفة الاشتراك واستخدام الإنترنت في اليمن بما يتناسب مع متوسط الدخل القومي الإجمالي للفرد، هذا التحدي يجعل من الصعب تضييق الفجوات في تطور الحكومة الإلكترونية وسد الفجوات الرقمية، ويجب كسـر الاحتكار وفتح المجال أمام القطاع الخاص؛ للإسهام في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفتح باب المنافسة مع القطاع العام في خدمة تزويد الإنترنت، وكذلك الحال مع خدمات الإنترنت مثل خدمات الاستضافة والحوسبة السحابية والإيميلات وتأجير السيرفرات وغيرها.

6- الحكومة الإلكترونية للسلطات المحلية:

لا بد من الإقرار بالدور الاستراتيجي الذي يؤديه صانعو السياسات المحليون عوامل محفزة للتغيير، وكذلك بالدور الحاسم للحكومات المحلية في تحقيق التنمية المستدامة، حيث إنَّ معظم أهداف التنمية المستدامة لها أهداف ترتبط ارتباطًا مباشرًا أو غير مباشر بالحياة على الصعيد المحلي؛ إذ تتمتع السلطات المحلية بتفاعل مباشر أكبر مع السكان، ووضعها يؤهلها لتكييف الأهداف الإنمائية مع الحقائق المحلية وضمان الاستثمار المجتمعي في عمليات التنمية ونتائجها.

إن توفير الخدمات العامة المحلية إلكترونيًا خطوة لا بد منها في طريق تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية، ومن المهم للغاية أن يجرب جمع واستغلال البيانات على الصعيدين العام (على مستوى البلاد) والمحلي (السلطة المحلية)؛ لأن ذلك يمكن أن ييسـر التخصيص الأمثل للموارد المستهدفة ويزيد من القيمة العامة.

يجب التركيز على المجالات الاستراتيجية للسياسة الرقمية التي تهدف إلى تطوير مؤسسات وحوكمة عامة محلية فاعلة وخاضعة للمساءلة وشاملة، كما يجب وضع الأطر المؤسسية والقانونية والاستراتيجية الجيدة على مستوى البلديات، ويجب صياغة استراتيجية الحكومة الإلكترونية المحلية بشكل جيد؛ بحيث تسهم بشكل فاعل في تنمية وتعزيز نموذج الإدارة المحلية المستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

يمكن أن كون تنفيذ مشـروع المدن الذكية أحد الأهداف بعيدة المدى، حيث يمكن استخدام تكنولوجيات إنترنت الأشياء وغيرها من وسائل التكنولوجيا المرتبطة في المدن الذكية والنقل الذكي والزراعة الدقيقة والرعاية الصحية وغيرها من المجالات والقطاعات الرئيسة.

7- الشفافية والبيانات الحكومية المفتوحة:

يمكن تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد بنشـر المعلومات الحكومية على المواقع الإلكترونية وإنشاء قنوات للتواصل مع المواطنين والمجتمع المدني، حيث يعد إتاحة البيانات والمعلومات والموارد الرقمية الحكومية بسهولة للجمهور أمرًا بالغ الأهمية ليس فقط لتحسين العمليات الإدارية وتقديم الخدمات العامة، ولكن - أيضًا - للمشاركة مع المجتمعات وبناء الثقة.

تعمل الحكومات على تعزيز الثقة عن طريق نشـر مجموعات البيانات في أشكال مجانية ومفتوحة للاستخدام العام، ويساعد الوصول إلى بيانات الحكومة المفتوحة على منع التلاعب بالمعلومات ويسهم في جهود القطاع العام الرامية إلى زيادة الشفافية ومكافحة الفساد وتعزيز مساءلة القطاع العام.

يجب أن يصبح الأفراد والشركات قادرين على التفاعل بشكل متزايد مع المؤسسات العامة عن طريق المنصات عبر الإنترنت، والحصول على معلومات عن التشـريعات المتعلقـة بحرية المعلومات، والوصول إلى المحتوى العام والبيانات.

8- البرمجيات الحكومية مفتوحة المصدر:

  • هناك اهتمام متزايد بالبرمجيات مفتوحة المصدر، وكيف يمكن استخدامها للتنمية؟ من المهم أن يتبنى المسؤولون عن تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية أن يجري بناء الأنظمة الحكومية باستخدام منصات تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر، واستخدام الأنظمة مفتوحة المصدر؛ وذلك لتحقيق الاستقلالية عن موردي البرمجيات التجارية والتوجه نحو تحقيق السيادة التقنية والتحكم الكامل بتعديل وتحديث الأنظمة، وكذلك تقليل الإنفاق الحكومي.
  • لقد قطعت الحكومة اليمنية شوطًا جيدًا في تطوير النظام المالي عبر وزارة المالية (نظام المعلومات المالي والمحاسبي AFMIS ونظام المشتريات والمخازن ونظام إدارة المشاريع)، ونظام الموارد البشـرية عبر وزارة الخدمة المدنية والتأمينات، وهما مهمان جدًا، والمفترض أن يجري استخدامهما في جميع المؤسسات الحكومية والسلطات المحلية، وهو مالم يتحقق حتى الآن، ومن التحديات المستقبلية لتنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية في اليمن هو تنوع البيئات البرمجية للأنظمة الحالية مما يعقد من التكامل بينها، وكذلك أنها ليست مطورة للعمل بتقنية الحوسبة السحابية؛ ما يوجب تقييم وضع الأنظمة الموجودة وإيجاد الحلول قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى لجعل هذه الأنظمة تلبي الخطط الاستراتيجية لتنفيذ الحكومة الإلكترونية.
  • إضافة للنظامين السابقين، هناك العديد من الأنظمة الحاسوبية المشتركة التي يمكن تنفيذها لمعظم الجهات الحكومية. وفيما يلي بعض الأمثلة الشائعة:
    • نظام إدارة المستندات (DMS): يهدف نظام إدارة المستندات إلى تنظيم وإدارة الوثائق الورقية والإلكترونية في المؤسسة، يتيح هذا النظام إنشاء وتخزين واسترجاع الوثائق بسهولة، ويسهم في تحسين كفاءة العمل وتوفير المساحة التخزينية.
    • نظام إدارة العلاقات مع العملاء (CRM): يعد نظام إدارة العلاقات مع العملاء أداة مهمة للجهات الحكومية لتحسين خدمة العملاء وتنمية العلاقات، يتيح تتبع وإدارة معلومات العملاء والتفاعلات معهم، ويسهل تحليل البيانات لتحقيق أفضل تجربة للمواطنين.
    • نظام إدارة الأداء الحكومي (GPMIS): يهدف نظام إدارة الأداء الحكومي إلى تحسين أداء الجهات الحكومية وقياس تحقيق الأهداف والمؤشرات الأساسية، يوفر هذا النظام آليات لتحديد أهداف الأداء وتتبع تقدم تحقيقها وتقديم التقارير المتعلقة بها.
    • نظام إدارة العمليات (BPM): يهدف نظام إدارة العمليات إلى تحسين كفاءة وفاعلية العمليات في المؤسسة، يقوم النظام بتوثيق وتحليل وتحسين العمليات الحالية وتنظيمها بشكل أكثر فاعلية وكفاءة، ويوفر نظام إدارة العمليات الأدوات والمنهجيات لتحسين العمليات وتبسيطها وتتبعها وقياس أدائها.
    • نظام إدارة الأصول (EAM): يستخدم نظام إدارة الأصول لتتبع وإدارة الموارد والأصول التابعة للجهة الحكومية، مثل المعدات والمرافق والمركبات، يساعد هذا النظام في تحقيق صيانة فاعلة وتخطيط أفضل لاستبدال الأصول وإدارة تكاليف الصيانة.
    • نظام إدارة العلاقات مع الموردين (SRM): يهدف نظام إدارة العلاقات مع الموردين إلى تنظيم وتبسيط عملية الشـراء والتعامل مع الموردين، يتيح هذا النظام تتبع وإدارة المعلومات المتعلقة بالموردين والمشتريات وإدارة العقود وتقييم أداء الموردين.
    • نظام إدارة الأمن والوصول (SAM): يهدف نظام إدارة الأمن والوصول إلى حماية المعلومات الحكومية وضمان الوصول المناسب للمستخدمين، يتيح هذا النظام إدارة حقوق الوصول والتحكم في الأذونات ومراقبة النشاطات غير المصرح بها.
  • يمكن للهيئة العامة للحكومة الإلكترونية أن تتبنى تطوير الأنظمة المشتركة للجهات الحكومية والسلطات المحلية عن طريق الجهة المنفذة وهي المركز الوطني للمعلومات (كما جرت الإشارة لذلك سابقًا) بالمعايير المطلوبة من التكاملية بين الأنظمة، والملبية لشـروط الأمن والحماية الإلكترونية، ومطورة بالتقنيات البرمجية المعتمدة لديها، والمجربة والمختبرة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة بهذه الأنظمة؛ بحيث تلبي احتياجاتها ويجري تجربة هذه الأنظمة في عدد محدود من المؤسسات الحكومية؛ بغرض تجربته وإصلاح مكامل النقص والخلل فيها، ثم تعميمها على جميع الجهات الأخرى.
  • ولتحقيق ذلك يمكن أن تقوم الهيئة بالتنسيق مع المركز الوطني للمعلومات بإنشاء وإدارة منصة رقمية للبرمجيات الحكومية مفتوحة المصدر؛ بحيث يمكن لجميع الجهات الحكومية تنزيل الكود البرمجي لهذه الأنظمة المعتمدة من الهيئة، وأن تقوم الهيئة بعمليات الدعم الفني والتدريب للفنيين في الجهات الحكومية لتنفيذ هذه الأنظمة في مؤسساتهم، وأيضًا ليكونوا قادرين على عمل التخصيصات البرمجية اللازمة بما يتناسب مع خصوصية كل جهة، هذه الخطوة في حال تنفيذها ستوفر الكثير من الجهد والوقت والمال وفي نفس الوقت تنسق الجهود لتطوير أنظمة تلبي تطلعات الحكومة الإلكترونية على المدى القريب والمتوسط والبعيد، بدلًا عن الجهود الفردية للجهات الحكومية لتطوير أنظمتها بحيث تلبي متطلبات العمل لكن بشكل معزول ومنفصل عن المشروع الكبير لتنفيذ الحكومة الإلكترونية ولا يخدمه.

9- الأمن السيبراني:

تشكل الجريمة السيبرانية مصدر قلق متزايد للدول على جميع المستويات نتيجة للارتفاع الكبير في الجرائم الإلكترونية والهجمات الإلكترونية في السنوات الأخيرة، فضـريبة الاعتماد الكبير على التكنولوجيا هو فتح الأبواب أمام التهديدات السيبرانية المتزايدة، مثل الاختراقات الإلكترونية والهجمات الضارة وسرقة البيانات. هذه التهديدات قد تؤدي إلى تعطيل الخدمات الحكومية، وتسرب المعلومات الحساسة، والتأثير في الاستقرار الاقتصادي والأمن القومي.

هنا تأتي أهمية إنشاء هيئة مختصة بالأمن السيبراني؛ بحيث توفر الحماية والاستعداد للتهديدات السيبرانية للحكومة الإلكترونية وبقية القطاعات الرقمية، وتعمل على تعزيز الثقة في الخدمات الرقمية وتعزيز الأمان والاستقرار في البنية التحتية الرقمية؛ ما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المستدامة، وهنا نذكر أبرز المهام التي يجب أن تقوم بها الهيئة:

  1. حماية المعلومات الحساسة.
  2. تطوير وتنفيذ استراتيجيات الأمن السيبراني وسياساته.
  3. إنشاء نظم لرصد وتحليل التهديدات السيبرانية، وتطوير إجراءات استجابة سريعة وفاعلة للتهديدات والاختراقات.
  4. توفير الدعم التقني والفني للمؤسسات الحكومية في حالات الطوارئ.
  5. تعزيز الوعي الأمني بين الموظفين والمستخدمين، عن طريق تقديم التوجيه والتدريب والتوعية حول أفضل الممارسات الأمنية وتحذيرات التهديدات الحديثة، وتنمية ثقافة الأمن السيبراني في الحكومة والمجتمع.
  6. تشارك المعلومات والخبرات مع الجهات المعنية الأخرى على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وإقامة شراكات لمكافحة التهديدات السيبرانية المشتركة.
  7. تطوير وتحديث التشـريعات واللوائح المتعلقة بالأمن السيبراني، ووضع الإطار القانوني لحماية المعلومات الحكومية والمواطنين، والتعاون مع القطاع الخاص لضمان معايير الأمان السيبراني.

10- الهوية الرقمية:

يعد تنفيذ مشروع الهوية الرقمية أحد الأركان الرئيسة لتنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية؛ لما له من أهمية كبيرة في تطوير الخدمات الحكومية وتحسين التفاعل بين المواطنين والحكومة، نوجز في النقاط الآتية بعض ميزات مشروع الهوية الرقمية:

  1. تمكن الهوية الرقمية المواطنين من الوصول إلى خدمات الحكومة بسهولة وفاعلية عبر الإنترنت، ومن ثَمَّ تقليل الحاجة إلى الحضور الشـخصي إلى المكاتب الحكومية، حيث يمكن للمواطنين التسجيل في البرامج الحكومية، وتقديم الطلبات، والحصول على المعلومات، وغيرها بإجراءات بسيطة عبر الإنترنت.
  2. الهوية الرقمية تبسط العمليات الحكومية وتقلل الإجراءات الروتينية والورقية، بدلًا من تعبئة النماذج وتقديم الوثائق الورقية يمكن للمواطنين تقديم المعلومات الشخصية والوثائق الضـرورية عبر الإنترنت مرة واحدة، وتستخدم هذه البيانات المدخلة في مختلف الخدمات الحكومية، ومن ثَمَّ، يتم توفير الوقت والجهد الذي يتطلبه التعامل مع الحكومة التقليدية.
  3. توفر الهوية الرقمية آليات قوية للتحقق من هوية المستخدمين، يتطلب التسجيل وإنشاء الهوية الرقمية تقديم معلومات شخصية وثائق تثبت الهوية، هذا يسهم في تقليل حالات الاحتيال والتزوير وزيادة مستوى الأمان للمعاملات الحكومية عبر الإنترنت.
  4. عن طريق الهوية الرقمية يمكن للحكومة تتبع وتحليل البيانات بشكل أفضل وفهم احتياجات المواطنين وتوجيه السياسات العامة بشكل فعال، كما يمكن للمواطنين الاستفادة من الإحصاءات والبيانات المتاحة لتقييم الخدمات الحكومية وتحسينها.
  5. يمكن للهوية الرقمية أن تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية عن طريق تمكين الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى خدمات الحكومة وتقديم الطلبات والمعاملات بسهولة وسرعة، ويمكن للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الحصول على التراخيص والتسجيلات اللازمة بسهولة، ومن ثَمَّ تعزيز النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل جديدة.
  6. بشكل عام إن تنفيذ مشـروع الهوية الرقمية هو تعزيز لمشـروع الحكومة الإلكترونية، ويعزز التنمية الاقتصادية والتقدم التكنولوجي، كما يؤدي إلى تحسين جودة الخدمات الحكومية وتحقيق رضا المواطنين وثقتهم في الحكومة.
  7. ولتنفيذ مشـروع الهوية الرقمية من الطبيعي أن تكون مهام تنظيم الثقة والهوية الرقمية ووضع السياسات العامة من مهام الهيئة العامة للحكومة الرقمية، ويمكن أن يتولى الجانب التشغيلي للهوية الرقمية المركز الوطني للمعلومات (مشـرف ومطور ومشغل)، مع إشراك وزارة الداخلية في الإشراف على إجراءات إصدار الهوية الرقمية وفتح مكتب دائم لهم في المركز الوطني للمعلومات.

11- العنوان الوطني:

تعاني اليمن من الافتقار إلى نظام عنونة يسهل الوصول للمواقع السكنية والتجارية والحكومية، حيث يكون الوصول في الوضع الحالي عن طريق الوصف وتحديد أقرب معلم، وهذه مشكلة كبيرة تواجه الحكومة والقطاع التجاري والتجارة الإلكترونية والدفاع المدني والاسعاف وغيرها الكثير.

يعد مشـروع العنوان الوطني أحد أهم عناصر نجاح مشـروع الحكومة الإلكترونية، كأداة حيوية في تحقيق الحكومة الإلكترونية وله أهمية كبيرة في تنفيذها بنجاح. كالآتي:

  • يسهم العنوان الوطني في تحسين توصيل الخدمات الحكومية للمواطنين، بتوفير عنوان واضح ودقيق لكل فرد يمكن الحكومة توجيه الخدمات بشكل أكثر فاعلية. يمكن للمواطنين استلام المستندات الرسمية والوثائق، مثل بطاقات الهوية وجوازات السفر، بشكل أسرع وأسهل عن طريق توصيلها إلى عنوانهم الوطني المحدد، وتجنب الأخطاء والتأخير في توصيل الخدمات وتحسين رضا المواطنين، كما يسهم في انتعاش قطاع التجارة الإلكترونية.
  • يعمل العنوان الوطني كوسيلة لتبسيط الإجراءات وتقليل الروتين الإداري، عندما يجري تعيين عنوان وطني للمواطنين بتخزين المعلومات الخاصة بهم في قاعدة بيانات واحدة مرتبطة بالعنوان الوطني، ومن ثَمَّ يمكن الوصول إلى هذه المعلومات بسهولة وسرعة عند تقديم الخدمات والمعاملات الحكومية المختلفة، وتقليل الحاجة إلى تقديم المستندات والمعلومات الشخصية مرارًا وتكرارًا، مما يوفر الوقت والجهد للمواطنين والمؤسسات.
  • يسهم العنوان الوطني في تعزيز الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي، وعن طريق توفير نظام متكامل لإدارة العناوين الوطنية يمكن للحكومة تتبع ومراقبة استخدام الخدمات الحكومية بناءً على العناوين الوطنية، يجري تحسين جودة البيانات وأمانها، ويمكن تحليل البيانات لاتخاذ قرارات أفضل واتخاذ إجراءات فاعلة في القطاع الحكومي، وتعزيز المساءلة ومكافحة الفساد عن طريق رصد وتقييم استخدام الخدمات الحكومية وتحقيق التوافق بين البيانات المختلفة.
  • يؤدي العنوان الوطني دورًا مهمًا في تعزيز الأمان الرقمي في مشروع الحكومة الإلكترونية، وعن طريق استخدام العنوان الوطني وسيلة للتعرف إلى الأفراد، وتحقيق مستوى أعلى من الأمان والحماية للمعلومات الحكومية والبيانات الشخصية، وتوفير آليات وتقنيات لحماية البيانات وضمان سرية وسلامة المعلومات التي تتعامل معها الحكومة الإلكترونية.
  • يعزز العنوان الوطني التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة، وعن طريق استخدام نظام موحد لإدارة العناوين الوطنية يمكن للجهات المختلفة التبادل السلس للمعلومات والتعاون في تقديم الخدمات، وتجنب التضارب في المعلومات وتكرار الجهود، مما يسهم في تحسين كفاءة المشروع وتوفير المزيد من الوقت والموارد.
  • يسهل وصول الخدمات الطارئة والمستعجلة إلى العنوان المستهدف كالدفاع المدني والإسعاف ومكافحة الجرائم وغيرها.
  • باختصار، العنوان الوطني عنصـرًا مهمًا في تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية. يسهم في تحسين توصيل الخدمات، تبسيط الإجراءات الإدارية، تعزيز الشفافية والمساءلة، تعزيز الأمان الرقمي، وتحقيق التكامل والتعاون بين الجهات الحكومية المختلفة. يجب أن تولي الحكومات اهتمامًا كبيرًا لتطوير وتنفيذ نظم العناوين الوطنية الموثوقة والموحدة لضمان نجاح مشـروع الحكومة الإلكترونية وتحقيق فوائدها المتعددة للمواطنين والمؤسسات.

12- البيانات المكانية:

تعد البيانات المكانية ذات أهمية كبيرة لتحقيق نجاح مشـروع الحكومة الرقمية. يشير مصطلح "البيانات المكانية" إلى البيانات التي تحتوي على معلومات عن المواقع الجغرافية والمعالم والمسارات والعناصر الأخرى ذات الصلة بالمكان، وفيما يلي أهمية تنفيذ مشـروع البيانات المكانية في تنفيذ مشـروع الحكومة الرقمية.

يوفر تطبيق البيانات المكانية في مشـروع الحكومة الرقمية إمكانية تحديد وتحديد المواقع الجغرافية للمستفيدين من الخدمات الحكومية، ويمكن استخدام هذه المعلومات لتوجيه الخدمات والموارد بطريقة فاعلة وفاعلة إلى المناطق التي تحتاج إليها بشكل أكبر، من ثَمَّ تحسين توصيل الخدمات الحكومية وتلبية احتياجات المواطنين والمؤسسات.

يمكن أن توفر البيانات المكانية للحكومة مصدرًا قويًا للمعلومات الجغرافية والتحليلات المكانية، فباستخدام تقنيات التحليل المكاني والذكاء الاصطناعي يمكن للحكومة استخدام هذه البيانات لاتخاذ قرارات أفضل وأكثر ذكاءً على سبيل المثال: يمكن استخدام البيانات المكانية لتحديد الأماكن التي تحتاج إلى توسيع البنية التحتية أو تحسين الخدمات العامة، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتوفير الموارد.

توفر البيانات المكانية مستوىً جديدًا من الشفافية والمساءلة في الحكومة الرقمية، وتسجيل وتوثيق جميع الأنشطة الحكومية التي تتعلق بالمواقع الجغرافية والمعالم والخدمات المقدمة، بفضل هذه البيانات يمكن للمواطنين والمؤسسات الوصول إلى معلومات محددة حول المشاريع والخدمات والأنشطة التي تتعامل معها الحكومة، وتعزيز الشفافية والثقة بين الحكومة والمواطنين وتشجيع المشاركة المدنية.

تؤدي البيانات المكان دورًا مهمًا في إدارة الكوارث والأزمات، حيث يمكن استخدام البيانات المكانية لتحديد المناطق المتأثرة بالكوارث وتحليل انتشارها وتقدير الأضرار وتوجيه جهود الإغاثة والإنقاذ. يمكن - أيضًا - استخدام البيانات المكانية لتنظيم عمليات الإجلاء وتحسين استجابة الحكومة للكوارث وتقليل الخسائر البشرية والمادية.

توفر البيانات المكانية قاعدة قوية للابتكار والتطوير في مشـروع الحكومة الرقمية؛ لاستخدام البيانات لتطوير تطبيقات وخدمات جديدة تستفيد من المعلومات الجغرافية، مثلًا تطوير تطبيقات الهاتف المحمول لتوفر خدمات الإرشادات التوجيهية لخط السير المناسب وبحث الأماكن وتتبع المواصلات العامة؛ يؤدي هذا الابتكار والتطوير إلى تحسين تجربة المستخدم وتعزيز الاستخدام الفعال للتكنولوجيا في الحكومة والقطاع التجاري والتجارة.

خطت الحكومة اليمنية خطوة مهمة في تنفيذ مشروع البيانات المكانية عن طريق إنشاء المركز اليمني للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية تحت إدارة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ومازال المركز يبذل جهود طيبة ويحتاج إلى دعم في الموارد والتدريب والتأهيل لتنفيذ خططه في جمع البيانات وتشكيل الخرائط المكانية لأهميتها الموضحة أعلاه، فيما يلي قائمة بأهم الخرائط المكانية التي يجب تكوينها و/أو استكمالها:

  1. تُجمع البيانات الجيولوجية من مصادر مختلفة، مثل الدراسات الجيولوجية الميدانية والبيانات الجيوفيزيائية والصور الجوية والصور الفضائية، يهدف إنشاء خريطة جيولوجية إلى تحديد وتصنيف الصخور والتركيبات الجيولوجية الموجودة في اليمن.
  2. خريطة الطرق: تتضمن هذه المهمة جمع البيانات المتعلقة بالشبكة الطرقية، مثل المسارات والطرق الرئيسة والفرعية والطرق المؤدية إلى المدن والقرى والمعالم الأخرى، تُحدد الموقع والخصائص الفريدة لكل طريق وتسجيلها على الخريطة.
  3. خريطة العناوين: تُجمع البيانات المتعلقة بالعناوين والمواقع الجغرافية للمباني والمؤسسات والخدمات الأخرى، وإنشاء خريطة العناوين مهم لتحديد مواقع العناصر المختلفة وتسهيل التنقل وتوفير المعلومات للجمهور.
  4. إعداد خريطة الموارد الطبيعية: تُجمع البيانات المتعلقة بالموارد الطبيعية، مثل الغابات والمسطحات المائية والمناطق الزراعية والمحميات الطبيعية، يهدف إنشاء خريطة الموارد الطبيعية إلى توثيق وتصنيف وحماية الموارد الطبيعية وفهم استغلالها المستدام.
  5. إعداد خريطة المناطق الحضـرية: تُجمع البيانات المتعلقة بالمباني والأحياء والمعالم الحضرية الأخرى في المناطق الحضـرية، تهدف خريطة المناطق الحضرية إلى توثيق التغيرات الحضرية وتخطيط التنمية العمرانية وتحسين إدارة المدن.
  6. خريطة التنوع البيولوجي: يشمل جمع البيانات المتعلقة بالتنوع البيولوجي في منطقة معينة، مثل النباتات والحيوانات والأنواع المهددة بالانقراض، وتسجيل المواقع الجغرافية للأنواع وتوثيق بياناتها بما في ذلك التوزيع والكمية وحالة التهديد. يمكن استخدام هذه البيانات لحماية المناطق الحساسة بيئيًا واتخاذ قرارات بشأن الحفاظ على التنوع البيولوجي.
  7. خريطة البنية التحتية: يشمل جمع البيانات المتعلقة بالمرافق العامة، مثل شبكات المياه والصـرف الصحي والغاز والكهرباء، تُوثق مواقع هذه المرافق وتسجل على الخريطة للحفاظ على سجل دقيق للبنية التحتية الموجودة وتسهيل الصيانة والتوسع في المستقبل.
  8. مشـروع تخطيط الحوادث والطوارئ: يشمل جمع البيانات المتعلقة بالمناطق الحساسة من حيث الأمان والطوارئ مثل المستشفيات ومراكز الشـرطة ومحطات الإطفاء والمخابز والملاجئ، تُسجل مواقع هذه المنشآت وتوثق تفاصيلها، مثل السعة وساعات العمل وموارد الطوارئ المتاحة، مما يساعد في تحسين استعداد وتخطيط الطوارئ.

13- تقديم الخدمات عبر الإنترنت:

تهدف الحكومة الإلكترونية إلى تحسين تفاعل الحكومة مع المواطنين والشـركات وتسهيل توفير الخدمات الحكومية بشكل فعال ومريح عبر الإنترنت، وتتضمن الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية الخطط التنفيذية والمراحل الزمنية لتنفيذ الحكومة الإلكترونية، ومن بينها الخدمات الإلكترونية، في حالات كثيرة يرتبط وجود أو تقديم خدمة إلكترونية حكومية بوجود خدمات أخرى أساسية فمثلًا لا يمكن تقديم خدمة إصدار بطاقة الهوية الوطنية أو جواز السفر أو البطاقة العائلية أو شهادة الميلاد أو الوفاة وغيرها من غير وجود نظام للهوية الرقمية، حيث يمكن التحقق من هوية الشخص من دون حضوره إطلاقًا لمقر الجهة الحكومية المسؤولة عن الخدمة، كما لا يمكن إيصال الوثيقة إلى مقر جهة العمل للشخص أو المنزل من دون عنوان وطني؛ بحيث تصل الوثائق إلى الشخص بدقة ولا تصل إلى أيدي أشخاص آخرين غير معنيين، وبدون خدمة العنوان الوطني سيضطر الشخص إلى الحضور إلى مقر الجهة الحكومية المعنية.

توفر الحكومات عادة بوابة رئيسة واحدة "المحطة الشاملة" لتقديم جميع الخدمات الإلكترونية للأفراد والشـركات؛ بحيث يسهل الوصول لها، يجب أن تتضمن الاستراتيجية الوطنية للحكومة الإلكترونية أولوية تقديم الخدمات الإلكترونية الحكومية للقطاعات الأكثر أهمية مثل الصحة والتعليم والتوظيف والبيئة والحماية الاجتماعية والقضاء، حيث يمكن للمستخدمين تقديم طلبات الاستشارة القانونية وتقديم الشكاوى ورفع القضايا ومتابعة حالاتهم القضائية.

أيضًا عمل أولوية للخدمات الإدارية، مثل إصدار الهوية الشخصية والبطاقة العائلية وشهادة الميلاد والوفاة وتجديد جوازات السفر وتراخيص القيادة والتسجيل العقاري والتصاريح بأنواعها. والحال مع المنصات التي تعزز الرقابة وتكافح الفساد مثل كالمشتريات الإلكترونية، تقديم الإقرارات الضريبية ودفع الرسوم والضـرائب عبر الإنترنت، وخدمات الجمارك.

خدمات الأعمال الإلكترونية يجب أن تأخذ نصيبها - أيضًا - في أولوية التنفيذ لما لأهميتها في تنشيط القطاع التجاري بحيث يمكن للشـركات والأفراد تقديم طلبات التسجيل وإصدار التراخيص.

وفي الخلاصة يجب أن تكون الخدمات المقدمة شاملة وتتوافق مع احتياجات المجتمع وتسهم في تحسين تجربة المستخدم وتحقيق الشفافية والكفاءة في العمل الحكومي.

14- الأمية والفجوة الرقمية:

عندما يتعلق الأمر بتنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية فإن تقليل الأمية والفجوة الإلكترونية يعد أمرًا حاسمًا، فالهدف من هذا المشـروع هو توفير خدمات حكومية متاحة للجميع بشكل شامل وعادل، ويتطلب تجاوز تحديات تواجهها الشـرائح السكانية ذات الوصول المحدود للتكنولوجيا والمعرفة.

تعد الأمية والفجوة الإلكترونية عائقين رئيسين يمكن أن تواجه المواطنين في الوصول إلى خدمات الحكومة الإلكترونية، ومن المتوقع أن يوفر مشـروع الحكومـة الإلكترونيـة خدمات حكومية متاحة للجميع بشكل شامل وعادل، وذلك يتطلب تجاوز التحديات التي تواجهها الشـرائح السكانية ذات الوصول المحدود للتكنولوجيا والمعرفة.

ومع ذلك فهناك عدة أسباب تجعل تقليل الأمية والفجوة الإلكترونية أمرًا ضروريًا ومهمًا:

  • تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية يسهم في تحقيق التكافؤ والعدالة في توفير الخدمات الحكومية، عندما يكون الوصول إلى الخدمات الحكومية محصورًا فقط للأفراد الذين يتقنون التكنولوجيا ويمتلكون المهارات الرقمية، مما يزداد الانقسام بين الأفراد والمجتمعات. بتقليل الأمية والفجوة الإلكترونية، وتوفير الخدمات الحكومية للجميع.
  • يشجع تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية المواطنين على المشاركة الفاعلة في العملية الحكومية واتخاذ القرارات، ومع ذلك إذا كان هناك أفراد لا يمكنهم الوصول إلى المعلومات والموارد الحكومية عبر الإنترنت بسبب الأمية أو الفجوة الإلكترونية، فإنهم يفتقرون إلى فرص المشاركة والإسهام في العملية الديمقراطية، عندما يتم تقليل الأمية والفجوة الإلكترونية، يمُكن المزيد من الأفراد للمشاركة في العملية الحكومية والتعبير عن آرائهم واهتماماتهم بشكل فعال.
  • عن طريق تقليل الأمية والفجوة الإلكترونية يمكن للحكومة تحسين جودة وفاعلية الخدمات الحكومية، فعندما يكون للمواطنين القدرة على الوصول إلى الخدمات الحكومية عبر الإنترنت وفهم كيفية استخدامها بفاعلية، يمكن للحكومة توفير خدمات أسرع وأكثر شمولية وتلبية احتياجات المواطنين بشكل أفضل.
  • بوجود فجوة رقمية كبيرة ستستفيد المجموعات التي يسهل الوصول إليها بشكل أكبر بشكل عام من خدمات الحكومة الإلكترونية، في حين سيكون إغفال الفئات السكانية الأشد فقرًا وضعفًا.
  • يقدم إطار متكامل للحكومة الإلكترونية، حيث تستخدم عوامل التمكين (تعزيز البيانات والتصميم والتقديم) لمعالجة العوائق (إمكانية الوصول والقدرة على تحمل التكاليف والقدرة المعرفية) [3].
  • يمكن أن يؤدي التقدم في تطور الحكومة الإلكترونية إلى توسيع الفجوات الرقمية إذا لم يجر اتخاذ إجراءات لضمان إمكانية الوصول للجميع. في الحكومة الرقمية، من المهم أن يركز الابتكار على التنمية البشرية ودفع الناس إلى الأمام بدلا من إغفالهم وتركهم في الخلف.

وباختصار لتقليل الأمية والفجوة الإلكترونية في تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية، يجب اتخاذ عدة إجراءات، يشمل ذلك توفير التعليم والتدريب على المهارات الرقمية للأفراد، وتوفير الوصول إلى البنية التحتية التكنولوجية والإنترنت في المجتمعات النائية والمهمشة، وتبسيط وتصميم واجهات المستخدم لتكون سهلة الاستخدام ومفهومة للجميع.

15- تطوير القدرات:

تطوير قدرات تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية عنصـر أساسي لنجاح المشـروع وتحقيق فوائده المتعددة، يشمل وتعزيز المهارات والمعرفة لدى الموظفين الحكوميين والمواطنين الذين يتعاملون مع الحكومة الإلكترونية، ويمكن أن تؤدي متابعة التحول الرقمي دون إعادة التأهيل المناسب للموظفين الحكوميين إلى فقدان الوظائف، وكذلك إلى فشل تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية.

النقاط الآتية توضح أهمية تطوير القدرات في تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية:

  1. عندما يكون لدى الموظفين الحكوميين المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التقنيات الإلكترونية ونظم المعلومات، يجري تحسين فاعلية وكفاءة العمل الحكومي، ويمكن للموظفين التعامل بسهولة مع البيانات الرقمية ومعالجتها وتبادلها بين الإدارات المختلفة، بالإضافة إلى ذلك يمكن للموظفين أن يتعلموا كيفية استخدام التطبيقات والأدوات الإلكترونية لتسهيل العمليات الحكومية وتحسين تجربة المستخدم للمواطنين.
  2. يعزز تطوير القدرات الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي. بتوفير التدريب والتوعية للموظفين لمفهوم الشفافية وأهميتها، لتوفير المعلومات والبيانات بشكل مفتوح ومتاح للجمهور، يمكن للمواطنين الوصول إلى المعلومات الحكومية بسهولة ومتابعة أداء الحكومة وتقييمها، هذا يشجع على المساءلة ويعزز الثقة بين الحكومة والمواطنين.
  3. تعزيز التفاعل والمشاركة: يساهم تطوير القدرات في تعزيز التفاعل والمشاركة بين المواطنين والحكومة. عندما يمتلك المواطنون المهارات اللازمة للتعامل مع النظم الإلكترونية، يمكنهم المشاركة في العملية الحكومية والتواصل مع الحكومية، ويمكنهم من تقديم ملاحظاتهم واقتراحاتهم والمشاركة في استطلاعات الرأي والاستشارات العامة بشكل سهل وفعال.
  4. تحسين جودة الخدمات التي يقدمها القطاع الحكومي، عندما يكون لدى الموظفين الحكوميين المهارات اللازمة لاستخدام التقنيات الإلكترونية، يمكنهم توفير خدمات أكثر سرعة ودقة ودعم فوري للمواطنين. يمكن تقديم الخدمات الحكومية عبر الإنترنت بطريقة مبسطة ومنظمة، مما يوفر الوقت والجهد للمواطنين ويحسن تجربتهم.
  5. يوفر تطوير القدرات بيئة تشجع على الابتكار والتطوير في القطاع الحكومي، عندما يتعلم الموظفون كيفية استخدام التقنيات الحديثة والأدوات الإلكترونية، يمكنهم اكتشاف طرق جديدة لتحسين العمليات وتطوير الخدمات الحكومية. يمكن استخدام التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والتحليلات الضخمة لتحليل البيانات واستخلاص الأنماط والتوجهات، مما يسهم في اتخاذ قرارات أفضل وتحسين الأداء الحكومي.

باختصار فإن تطوير القدرات في تنفيذ مشـروع الحكومة الإلكترونية يعزز الفاعلية والكفاءة، ويعزز الشفافية والمساءلة، ويعزز التفاعل والمشاركة، ويحسن جودة الخدمات، ويعزز الابتكار والتطوير في القطاع الحكومي. لذا، يجب أن يكون تطوير القدرات أحد الأولويات في تنفيذ مشروع الحكومة الإلكترونية لاستفادة كاملة من فوائدها وتحقيق التحول الرقمي الشامل في الحكومة.

16- تكنولوجيا الحوسبة السحابية:

من الحلول التي اعتمدتها الدول المشاركة في التحول الرقمي، التكنولوجيا السحابية تسمح للوكالات الحكومية تبسيط إدارة موارد تكنولوجيا المعلومات وتحسينها وتسهيل اعتماد تكنولوجيات رقمية جديدة. ومميزات استخدام الحوسبة السحابية في تنفيذ الحكومة الإلكترونية:

  • تعزيز المرونة وقابلية التوسع وكفاءة التكلفة في عصـر تميز بالنمو في حجم البيانات المعالجة.
  • توفر التكنولوجيا السحابية بنى تحتية حسابية يمكن توسيعها تلقائيًا وبسـرعة لتلبية ذروة كمية العمل ويمكنها التعامل مع بيانات وأنظمة الوكالات المختلفة في وقت واحد وبشكل آمن - وهو ما يصعب تحقيقه باستخدام مراكز البيانات التقليدية.
  • تسهيل الاستجابة للكوارث والجهود الإنسانية. قبل وقوع الكوارث، تستفيد الحكومات من قدرات الحوسبة السحابية في جهودها للتأهب للكوارث، مثل إنشاء خرائط عبر الإنترنت ودعم وتأمين البيانات القيمة، وإنشاء شبكات من أجهزة الاستشعار المتصلة بالسحابة التي يمكن أن تزود المجتمع بإنذار مبكر حاسم قبل الانهيار الأرضي أو الزلزال.
  • تستخدم الحكومات مجموعة متنوعة من التكوينات السحابية، بما في ذلك السحابة العامة والسحابة الخاصة والسحابة المختلطة والسحابة متعددة الموردين.
جدول 1: أنواع حلول الحوسبة السحابية
السحابة العامة (سحابة تجارية) السحابة الخاصة السحابة المختلطة السحابة متعددة الموردين
الطرف المالك للسحابة الشركة التجارية مقدمة الخدمة السحابية (الطرف الثالث) الحكومة (الطرف الثالث) / الحكومة (الطرف الثالث) / الحكومة
موقع السحابة مراكز البيانات التابع للطرف الثالث سواء داخل البلد أو خارجه.
  • - وقد تكون السحابة الخاصة في الموقع (استنادًا إلى هياكل أساسية تقع بالكامل في نطاق اختصاص الحكومة، التي تتولى كامل التحكم والمسؤولية عن إدارة صيانة وأمن مراكز البيانات التي تستضيف البيانات والخدمات).
  • - أو قد تدار في مراكز بيانات تابعة لأطراف ثالثة، حيث تزود الحكومة بموارد مخصصة.
المميزات
  • - قدرة حوسبة غير محدودة تقريبًا تصبح ممكنة عن طريق قدرات القياس الفائق، بالإضافة إلى سهولة الاستخدام العالية والتكوين وقابلية التشغيل البيني.
  • - تطوير البيئة المحيطة: لا تستخدم الحكومات السحابة العامة للبنية التحتية فقط، ولكن أيضا للإمكانات التي توفرها لتطوير بيئة محيطة شاملة للحكومة الإلكترونية. يمكن للحكومات استخدام اللبنات الأساسية التي توفرها السحابة التجارية لتطوير خدمات تكاد تكون غير محدودة من حيث العدد والنطاق والتعقيد.
  • - المرونة: تتميز السحابة العامة بالاستقرار والمرونة، حيث توفر قدرات حوسبة يمكن توسيعها وفقًا للاحتياجات المتغيرة. كما أنه يساعد الحكومات على إعادة بناء وضمان استمرارية خدمات المواطنين والوظائف الحكومية الأساسية في أعقاب أزمة أو نزاع أو كارثة.
  • - الفاعلية من حيث التكلفة: لن تتمكن فرادى الحكومات أبدًا من تكرار العروض الواسعة للسحابة العامة داخل السحب الخاصة لكل منها.
- الحكومة تتحكم في السحابة بالكامل، حيث يمكن للحكومات أن تمارس سيطرة أكبر على خصائص البنية التحتية والخدمات، وخصوصًا فيما يتعلق بالأمن.
  • - يسمح هذا النموذج للحكومات بالاستفادة من الموارد الكبيرة المتاحة على السحابة العامة مع الحفاظ في الوقت نفسه على الملكية والتحكم الكاملين لأكثر البيانات والخدمات حساسية.
  • - عادة ما يكون استخدام وتوزيع الموارد الحسابية من السحب الخاصة والعامة شبه آلي وشفاف للمستخدم
  • - تحسين قدرات البنية التحتية السحابية.
  • - فعال من حيث التكلفة.
  • - ويقلل من الاعتماد على أي مزود سحابي واحد.
العيوب الحكومة تتنازل عن التحكم بإدارة البيانات لأطراف ثالثة العيب الرئيس هو أن البنية التحتية قد لا توفر قابلية التوسع اللازمة للتعامل مع الذروة غير المتوقعة في الطلب.
المصدر: (UN e-Government Survey., 2022).

يتمثل أحد الهموم الرئيسة بشأن التكنولوجيا السحابية في أن الحكومات تتنازل بشكل فعال عن التحكم بإدارة البيانات لأطراف ثالثة، مما يتطلب مستوى عال من الاستئمان والثقة في أن مقدمي الخدمات السحابية يمكنهم الامتثال لقواعد وأنظمة البيانات وتوفير مستوى الأمان المطلوب، قبل اعتماد أي حلول سحابية، تحتاج الحكومة إلى تحديد ما يمكن وما لا يمكن القيام به عبر السحابة وما إذا كانت هناك حاجة إلى أطر سياسية وتنظيمية جديدة لتحسين العمليات والأمن، وهي بحاجة إلى وضع استراتيجية وطنية تحدد أفضل الحلول السحابية التي تدعم العمليات الحكومية القائمة على البيانات، وهي استراتيجية تضمن الاستقلال الذاتي والمرونة الاستراتيجيين، وتعالج الشواغل الأمنية، وتسمح للحكومات بالاحتفاظ بالتحكم الكامل بالبيانات والخدمات.

إن لدى القطاعات الحكومية كالدفاع والأمن والطاقة والعدالة تقبلًا أقل للمخاطر والخطأ، تلك القطاعات مترددة في تجربة التكنولوجيا بسبب المخاوف الأمنية وضعفهم الخاص أمام التحديات والاضطرابات التي تصاحب التغيير المؤسسـي، حتى الخطأ التشغيلي الصغير أو خرق البيانات يمكن أن يلحق ضررًا ذا تأثير سلبي طويل المدى. تحتاج الحكومات التي تعتمد تكنولوجيا الخدمات السحابية إلى معالجة مصادر القلق هذه، خصوصًا تلك المتعلقة بأمن البيانات، عن طريق التخطيط المسبق، ومن الضـروري اعتماد تدابير ونظم أمنية تدار مركزيًا وتستكمل بانتظام في جميع المجالات.

إن مواكبة ركب التطور التكنولوجي ضرورة لتنفيذ الحكومة الإلكترونية في اليمن، واستخدام تكنولوجيا الحوسبة السحابية لتنفيذ الحكومة الإلكترونية في اليمن ضرورة حتمية، ويمكن تحقيق ذلك ومراعاة المخاوف الأمنية بشأن الأمن وحماية البيانات عن طريق تشجيع الاستثمار الحكومي والخاص في خدمات الحوسبة السحابية لتحقيق الاستقلالية الوطنية والنهوض بهذا المجال.

لقد بدأ القطاع الحكومي الاستثمار في الحوسبة السحابية في شركة سحبكم المملوكة للدولة، ويمكن للدولة توحيد الجهود وتوفير الكثير من الموارد البشرية والمادية والوقت عن طريق الاستثمار بشكل أكبر في شركة سحبكم لتطويرها والاستفادة من خبراتها لإنشاء مركز خدمات سحابية خاصة وعامة للحكومة الإلكترونية في مقر المركز الوطني للمعلومات، أو الاتفاق مع شركة سحبكم لتخصيص موارد للسحابة الحكومية الخاصة والعامة مع الامتثال لقواعد وأنظمة البيانات وتوفير مستوى الأمان المطلوب وتحت إدارة المركز الوطني للمعلومات.

إخفاء المراجع

المراجع

  • Heeks, 2003; V. Kumar et al., 2007.
  • Anttiroiko & Malkia, 2006.
  • UN e-Government Survey., 2022.

إخفاء المراجع

المراجع